الفلسفة والسينما والتربية
هل بإمكان المدرسين تغيير العالم أو لنقل كسر القواعد المسلم بها و توجيه المجتمع نحو مثل أسمى؟
يحكي الفيلمLe Sourire de Mona Lisa" قصة كاثرين أستاذة لتاريخ الفن بجامعة ويسللي، كانت في سنة 1949 تدرس العديد من الزيجات اللواتي يحصرن غايتهن في الحصول على زوج، لم يكن مطمح كاثرين مناهضة هذا الخيار بقدر ما كان يهدف إلى إظهار أن الحياة أكبر من اختزالها في هدف بيولوجي محض يعيد إنتاج المجتمع، شنت جماعات البحث العلمي في الجامعة من اساتذة وإداريين حروبا من الإشاعات على كاترين، مع الوقت ورغم صرامتها ازداد طلبة كاترين التي ستتعرض للتوقيف من عملها بسبب علاقتها الشخصية من طالباتها وتأثيرهن الحقيقي في تصوراتهم وقيمهم ونظرتهم للعالم، لم يدم التوقيف كثيرا حيث عرف الموسم الجامعي تسجيل العديد من الطالبات في شعبة تاريخ الفن وهو ما اضطر رئيسة الجامعة لمراسلة كاترين قائلة:
"العزيزة كاثرين نريد عودتك لتكون من فريق البحث وهيئة التدريس بجامعة ويسللي التي لديها تقاليدها العريقة لكن شريطة، أن لا يتجاوز درسك إلى حدود تقديم أمثلة أو نماذج حياتية آو أراء خاصة في قضايا خاصة، كما نطالبك بتقديم دروسك بشكل مسبق لتخضع لرقابة الجامعة والموافقة عليها "
كان رد كاترين التي بدأ طلبتها بالتكاثر بعد تفكير ملي لكي تظل منسجمة مع خياراتها، اسمحوا لي لا يمكنني في النهاية أن أنتمي لتقليد يضع مجموعة من القواعد من وجهة نظري تؤخر تدريس الفن أكثر مما تفيده، إن غاية التدريس هو في النهاية كسر للقواعد المسلم بها وإعطاء الفرصة للطلبة لكي يؤسسوا قواعد جديدة لذلك لا يمكنني العودة للتدريس بشروط لأنني سأكون غير منسجمة مع مبادئي ومواقفي وشرط التدريس هو الحرية.
في حفل التخرج وأثناء مغادرة كاترين لجامعة ويسللي في اتجاه أوروبا باحثة عن فرصة أخرى للتدريس وعن شروط أخرى خاصة مابعد الحربين لحق بها العديد من طالباتها وكلهن يبكين، لم تبدي كاترين ضعفها لكنها كانت تحمل في عيونها دموعا تعبر عن ارتياح بأن الأفكار ستظل مستمرة وأن الهدف تحقق.
الفيلم تم عرضه سنة 2003 من إخراج ميك ناويل/ بطولة الجميلة جوليا روبرت وكريستين دنيست
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق